الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمدٍ عليه وعلى آله وصحبه أجمعين أمّابعد ..
فعندما تدلهم ظلمات الحزن وتكفهر دياجيه , قد تبدو للمحزون شموع يجلو نورها شيئاَ من غياهبه الدامسة , فتومض خلالها (شموع في ظلام الحزن ) , وعندما يطول ليل الأحزان تضيء لك شموع في هذا الظلام الدامس لعلها تؤنسك في ليلك , وتخفف عن مصابك , وترشدك إلى قرب الفرح وشروق شمس السرور وتقول .. لا تحزن .. لا تحزن .. لا تحزن ..
إليك أيها المحزون شموع وبشارات ورسالة تخفيف عن مصابك :
إعلم أنّ مايدور في الكون كله بقضاء الله وقدره , وهو سبحانه لا معقب لحكمه , فأنت أيها المحزون أبشر ولا تيأس ولا تحزن واعلم أنّ مع العسر يسرا , والجئ إلى الله وألح عليه بالدعاء .. واستعن بالله ولا تعجز , وانظر فيما هو أشد منك بلاء واحمد الله فكم من الناس اشد من بلائك وأعظم من مصابك فأنت في نعمة عظيمة !! , ولا تحزن فإن ما أصابك تكفير للذنوب وتمحيص للسيئات ورفعه في الدرجات , لا تحزن فالدنيا بأسرها هموم وأحزان دار سفر ومزرعة الأخرة إن أضحكت يوما أبكت أياما وهي أيام وليالي قصيرة وتزول وما أصدق قول الشاعر
كتب الفناء على البريّة كلها ......... والناس بين مقدم ومؤخر
سبحان ذي الملكوت أيّة ليلةٍ ......... مخضت بوجه صباح يوم الموقف
الدهر يسير .. وعقارب الساعة لا تعود .. والشمس لا ترجع .. فلماذا الحزن , إفرح وابشر واسعد فإن الله فارج الهموم وكاشف الكروب ومذهب الأحزان , فتوكل على الله وارفع يديك الى السماء وقل .. يا الله .. واطرق أبواب السماء فهو سبحانه لا يرد السائل إذا دعاه .
أخي المحزون ... امسح الدمعة واجعل البسمة تشرق في وجهك واقلب المحنة إلى منحة والترحة إلى فرحة وأحسن الظن بالله فالله عند حسن ظن عبده به .
ألا ما أسرع الدقائق في الساعات ... وما أسرع الساعات في الأيام ... وما أسرع الايام في الشهور ... وما أسرع الشهور في السنين .. ولكن ما أسرع السنين في العمر .
وماهي إلا ليلة بعد ليلةٍ ........ ويوم إلى يومٍ وشهر إلى شهر
مطايا يقربن الجديد الى البلى ....... ويدنين أشلاء الصحيح من القبر
وأرجوا من الله ان اكون قد وفقت في كتابة هذه الكلمات المتواضعة نفع الله بها وكشف الله عن كل محزون الحزن وفرج الله هم المهمومين وصلى الله على نبينا محمد واله وصحبة اجمعين .